الولد سر أبيه
تلك مقولة متوارثة، تُفضي الى ان الولد امتداد لابيه... وقياساً يمكن القول ان البنت سر امها هكذا أمكن القول ان الابناء امتداد للاباء والامهات .
هذه المقولات اما زالت صامدة ام انها سقطت ، في ضوء ما نراه اليوم من خروج الابناء... والبنات... على حزم الاباء والامهات؟ هل انتهى صراع الاجيال بانتصار جيل الابناء وهزيمة جيل الاباء ، وحسمت معركة السلطة الابوية لصالح التربية الحديثة التي اسقطت من الاعتبار عقوبات كانت جزءاً اساسياً من نظم التربية... تربية الابناء .
تبرز هذه التساؤلات اليوم بحده، في خضم حوارات، تتناول انهيار نظم تربوية واندثارها من وسائل تقييم سلوك الكثيرين من ابناء الجيل الجديد.
الآباء... يستنكرون سلوكيات... يشاهدونها تصدر عن فتيان وقتيات... مراهقين ومراهقات... او حتى ممن هم عند عتبات عمر العشرينات... يفاجأون... يستغربون... يدينون... يشيحون بالوجة...يتمتمون بعبارات... يعزون هذا السلوك لاسباب... لكن اكثر ما يرددونه من هذه الاسباب مقولة قلة تربية .
تتجول في الاسواق او المراكز التجارية التي غزتنا مؤخراً بثقافتها فتصادف ما لم يكن يخطر لك ببال من ملوثات النظر ، يصنعها الذين يرتدون ملابس لا يمكن قبولها ولو تحت اي من عناوين الموضة فالعري الذي يقتحم الرؤية ليس من مكونات الموضة حتى عند من اخترعوها... فان سلمت من هذا... عاينت سلوكيات فردية او جمعية، ان عرضتها على منظومتنا القيمية يفزعك حجم ما ضاع من هذا القيم الاصيلة... وان اغمضت عينيك عن هذا او ذاك... طلع عليك من فعل بجسده من التشوية ما ان لو كان ابنك او ابنتك لما سمحت له بالخروج من البيت ولحجزت عليه تحت عنوان الجنون المطلق...
والغريب الصعب فهمه... ان هؤلاء...... جميعاً دون شك افراد من اسر تحيا بيننا... هم من اهلنا... من بيئتنا...من مجتمعنا... خلف كواليس البيوت التي يأوون اليها... اباء وامهات... يفترض ان يكونوا ذوي سلطة تربوية على الابناء والبنات، فهل يرى هؤلاء ما نرى من ابنائهم وبناتهم ويقرونه؟ ان كانوا يرون... فالسؤال : لماذا لا يفعلون شيئاً تجاه هذا الذي يمارسه ابناؤهم وبناتهم ان كانوا يدينون ما يشاهدون... واذا كان الجواب انهم لا يقدرون ! عندها يكون شرخ كبير اصاب كيان الاسرة التي لا شك... ضاعت قيمها الاصلية التي صانت كيانها على امتداد قرون... واذا جاء الجواب انهم لا يرون... و لا يعلمون... عندها يكون المصاب اكثر مجرد شرخ اصاب الاسرة انه انهيار وتداع كبير يجسده ما نراه من ضياع يختطف الابناء والبنات.
المضحك المبكي ان بعضاً من اباء اصابتهم لوثة التقليد فصاروا يفاخرون بضياع ابنائهم وبناتهم في متاهات السقوط التربوي اين وقع الخلل... وعند اي من حاضنات التنشئة بدأ الانهيار؟ اعند البيت وهو المدرسة الاولى لبناء السلوك وتشييد اسس التربية؟ ام عند المدرسة... المؤسسة الرديف لمؤسسة البيت التربوية؟ ما نراه انعكاس معاناة... ونتاج ضياع... ومخرجات تيه... غاب البيت وغابت المدرسة عن دورهما التربوي... فتفرد الشارع بينهما في تسويق نظمه التربوية لنجد انفسنا امام نظم تربوية شوارعية ما شكل الجيل الذي يمكن ان تنتجه هذه النظم؟ للننظر حولنا... ونرى البعض من ابنائنا كيف يتصرفون.
هل نسمع اجراس انذار... لعل هذا يكون كذلك.
*منقول*
يارب يعجبكم ومستنية ردكم بكال سرحة