الورده الحمراء مدير عام
الابراج : عدد الرسائل : 338 تاريخ الميلاد : 30/07/1985 العمر : 39 الموقع : في الدنيا الواسعه العمل/الترفيه : متطوعه في رساله المزاج : تمام( نحمد الله على كل حال) نقاط : 658 تاريخ التسجيل : 01/03/2009
| موضوع: ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 4:56 pm | |
| كان عبد الله رجلاً متحمساً .. لكنه تنقصه بعض المهارات .. خرج يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر .. يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين .. كان يحث خطاه خوفاً من أن تقام الصلاة قبل وصوله على المسجد .. مر أثناء الطريق بنخلة في أعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر .. عجب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة .. وكأنه ما سمع إذاناً ولا ينتظر إقامة ..!! فصاح به غاضباً : انزل للصلاة .. فقال الرجل بكل برود : طيب .. طيب .. فقال : عجل .. صل يا حمار !! فصرخ الرجل : أنا حمار ..!! ثم انتزع عسيباً من النخلة ونزل ليفلق به رأسه !! غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه .. وانطلق يعدو إلى المسجد .. نزل الرجل من النخلة غاضباً .. ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلاً .. ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله .. دخل وقت العصر وخرج عبد الله إلى المسجد .. مرّ بالنخلة فإذا الرجل فوقها .. فقال : السلام عليكم .. كيف الحال .. قال : الحمد لله بخير .. قال : بشر !! كيف الثمر هذه السنة .. قال : الحمد لله .. قال عبد الله : الله يوفقك ويرزقك .. ويوسع عليك .. ولا يحرمك أجر عملك وكدك لأولادك .. ابتهج الرجل لهذا الدعاء .. فأمن على الدعاء وشكر .. فقال عبد الله : لكن يبدو أنك لشدة انشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر !! قد أذن العصر .. والإقامة قريبة .. فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة .. وبعد الصلاة أكمل عملك .. الله يحفظ عليك صحتك .. فقال الرجل : إن شاء الله .. إن شاء الله .. وبدأ ينزل برفق .. ثم أقبل على عبد الله وصافحه بحرارة .. وقال : أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة .. أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أراه لأعلمه من الحمار !!
نتيجة مهاراتك في التعامل مع الآخرين .. على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناس معك .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ذكر ابن حزم في كتابه طوق الحمامة : أنه كان في الأندلس تاجر مشهور .. وقع بينه وبين أربعة من التجار تنافس .. فأبغضوه .. وعزموا على أن يزعجوه .. فخرج ذات صباح من بيته متجهاً إلى متجره .. لابساً قميصاً أبيض وعمامة بيضاء .. لقيه أولهم فحياه ثم نظر إلى عمامته وقال : ما أجمل هذه العمامة الصفراء .. فقال التاجر : أعميَ بصرُك ؟!! هذه عمامة بيضاء .. فقال : بل صفراء .. صفراء لكنها جميلة .. تركه التاجر ومضى .. فلما مشى خطوات لقيه الآخر .. فحياه ثم نظر إلى عمامته وقال : ما أجملك اليوم .. وما أحسن لباسك .. خاصة هذه العمامة الخضراء .. فقال التاجر : يا رجل العمامة بيضاء .. قال : بل خضراء .. قال : بيضاء .. اذهب عني .. ومضى المسكين يكلم نفسه .. وينظر بين الفينة والأخرى إلى طرف عمامته المتدلي على كتفه .. ليتأكد أنها بيضاء .. وصل إلى دكانه .. وحرك القفل ليفتحه .. فأقبل إليه الثالث : وقال : يا فلان .. ما أجمل هذا الصباح .. خاصة لباسك الجميل .. وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء .. نظر التاجر إلى عمامته ليتأكد من لونها .. ثم فرك عينيه .. وقال : يا أخي عمامتي بيضااااااء .. قال : بل زرقاء .. لكنها عموماً جميلة .. لا تحزن .. ثم مضى .. فجعل التاجر يصيح به .. العمامة بيضاء .. وينظر إليها .. ويقلب أطرافها .. جلس في دكانه قليلاً .. وهو لا يكاد يصرف بصره عن طرف عمامته .. دخل عليه الرابع .. وقال : أهلاً يا فلان .. ما شاء الله !! من أين اشتريت هذه العمامة الحمراء ؟! فصاح التاجر : عمامتي زرقاء .. قال : بل حمراء .. قال التاجر : بل خضراء .. لا .. لا .. بل بيضاء .. لا .. زرقاء .. سوداء .. ثم ضحك .. ثم صرخ .. ثم بكى .. وقام يقفز !! قال ابن حزم : فلقد كنت أراه بعدها في شوارع الأندلس مجنوناً يحذفه الصبيان بالحصى !! () فإذا كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل .. بل غيروا عقله .. فما بالك بمهارات مدروسة .. منورة بنصوص الوحيين .. يمارسها المرء تعبداً لله تعالى بها ..
| |
|